ما يهمّ في العمل الفنيّ هو عنصر الدهشة!
حوار نبيلة زباري
عندما نتنزّه في حدائق الجمال، تُنادينا الأقاحي والألوان، فلا نملك إلا أن نتأمّل الإبداع، ونروي ذائقتنا من منابع الفنّ الجميل! وفي تجوالنا هذا، نلتقي فنّانة تشكيلية بحرينية، احتوت نبض الفن، وسافرت في أروقته، وعبّرت بأناملها عن رؤاها وأحاسيسها.. فأبدعت!
إنها ميّاسة سلطان السويدي، وهي من مواليد مملكة البحرين، وأكاديمية في جامعة البحرين، حاصلة على الدكتوراه من جامعة غرينوبل للإدارة في فرنسا 2019 م، وحاصلة قبل ذلك على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة نيويورك في البحرين، ودبلوم عالٍ في الإدارة من جامعة البحرين، وحاصلة على البكالوريوس؛ تخصّص رياضيات من جامعة البحرين.
لقد أدخلت الرياضيات على حياة ميّاسة السويدي الفنية عامل الالتزام والاتزان، ويعتبر هذا هو المحرّك الأساسي في تجربتها الفنية، ممّا منحها حرية التعبير، وقاعدة لاستكشاف ما بداخلها من الإبداع واستخراجه بكافة أنواعه. لم تتخرّج ميّاسة من الأكاديميات الفنية، بل اكتسبت معرفتها من خلال الدورات المكثفة والتجريب المستمر.
بذرة الفن
كانت منذ طفولتها تحبّ الرسم والتلوين، وكانت لها محاولات أولى في حصص الفنّ المدرسية، لكنها لم تتخيّل يومًا أنها ستكون فنّانة تشكيلية.
كانت البداية في مرسم صديقتها الفنّانة التشكيلية، التي كانت تلتقيها في مرسمها، وترى
الفن من خلالها، وقد كانت تطلعها على لوحاتها الفنية، وتسألها عن رأيها فيها، وتصحبها إلى المعارض التشكيلية، مما نمّى لدى ميّاسة الحسّ الفني، وأيقظ في داخلها رغبة في اكتشاف عالم الألوان.
وفي أيام دراستها الجامعية، كانت ميّاسة ترسم وحدها على سجيّتها، بلا قيود أو قواعد، وبدون أي توجيه فني. لم يكن تعاملها مع الألوان عن دراسة أو معرفة، ولم تتطلع حينها إلى عرض أعمالها أو حتى التفكير في أي مشاركة فنية، فلم تكن تشعر أن أعمالها تستحق الاهتمام.
كانت تستشير ابن خالها الذي يهوى الفن، فكان يوجهها، ويبدي رأيه في أعمالها. وكانت البداية في معرض فني لطلبة الجامعة، حيث كانت تلك هي المرة الأولى التي استجمعت فيها شجاعتها لإخراج تلك اللوحات إلى العلن مع مجموعة من الطلبة.
مازالت ميّاسة تذكر تلك اللحظات الأولى وهي تقف بعيدًا عن لوحاتها الأولى، وتراقب الناس وهم ينظرون إلى تلك اللوحات باهتمام. وبعدها واصلت مسيرتها في الرسم والفن،
بحسب رؤيتها وإحساسها. وبالمثابرة والاجتهاد، التحقت بدورات فنية عديدة، وحظيت بتوجيه من أهم فناني البحرين، واستطاعت أن تنمّي بذرة الفن بداخلها، حتى عُرضت
أعمالها في العديد من المعارض الخارجية، وتبنّت بعضُ الصالات الفنية الأوروبية بعضَ تجاربها، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم.
تتميز أعمال مياسة السويدي بأشكال وانطباعات مختلفة، إذ تجسد الأناقة التي تتسم بالبراعة والجرأة في الأفكار التي تعكس تجربتها كفنانة وكاتبة. وهي عضو جمعية البحرين للفنون التشكيلية، وقد شاركت في عدد من المعارض الفنية داخل مملكة البحرين وخارجها، وقدمت معرضها الشخصي مؤخرًا في باريس، بتجربةٍ لفنّ الشاي، فدشّنت خلال المعرض كتابها الفنّي الأوّل بعنوان (ميّاسة.. أساطير الشاي). فكيف ترى ميّاسة السويدي مسيرتها الفنية؟ وما الذي يمكن أن يقال عنها؟
العلاقة بين التخصّص في الرياضيات
والإدارة والفنّ التشكيليّ
تعتقد ميّاسة أن الرياضيات، وهي تخصصها في الجامعة، تدخل في جميع مجالات حياتنا، حتى في لوحاتها، فقد استخدمت المساحات اللونية والأرقام. وكما أن الفن ينمي الحسّ الجمالي لدى الفنّان والمتلقي، فهو يشمل الرياضيات والتدريس. أما على مستوى الإدارة، فكانت العلاقة تكاملية ما بين الفن والرؤية، إذ جعلت رسالة الدكتوراه في مجال الإدارة حول “الذكاء العاطفي”. فالعاطفة تعيش بداخلنا، وتؤسس وعي الإنسان بالحياة، وتمكنت الباحثة الفنّانة من توظيف ذلك بشكل واضح في تجربة “ملامح”، وهي تجربة فنية اعتمدت رسم الوجوه بشكل تجريديّ. وقد حصلت تلك التجربة على نصيبها من الدراسات النقدية، فضلاً عن استخدام بعض تلك اللوحات كأغلفة لبعض الكتب الأدبية.
مدى التأثر بالمدارس الفنية العالمية
لم يكن لميّاسة بدايةً، اطلاعٌ على المدارس الفنية. فدخول عالم الفن التشكيلي كان بالنسبة إليها أمرًا جديدًا. ولم يسبق لها أن قرأت أو بحثت في تاريخ الفن والمدارس الفنية واتجاهاتها المختلفة. ولكنها بصفتها أكاديمية، وتحب البحث والعلم، وشرعت في القراءة والاطلاع، مع احتكاكها بالفنانين وأعمالهم الفنية، وحرصها على حضور المعارض، خصوصًا خارج البحرين، بدأت في تكوين صورة أوضح للفن، بلورها الاطلاع والقراءة المستمرّة. في بداياتها، وهي مرحلة الاكتشاف والتجريب، كانت أعمالها عبارة عن تجارب في مدارس مختلفة، مثل التنقيطية والتجريدية، وقد حرصت على تطوير مهارتها الفنية بالرسم الواقعي الكلاسيكي مثلما نصحها معظم الفنانين، لأنه يعتبر الأساس والبداية.
الهوية الفنية
كثير من الفنانين اختطوا لأنفسهم مسارًا خاصًا، أو بمعنى آخر: “هُوية فنية” يعرف بها المتلقّي من هو الفنّان أو الفنّانة بمجرد النظر إلى اللوحات والأعمال. غير أنّ ميّاسة ترى أنها لم تصل بعدُ حتى الآن إلى الهوية الفنية الثابتة والمحدّدة، ولا هي تدري إن كانت تريد الوصول إليها أم لا. فهي – من وجهة نظرها – تعتقد أنه قد يكون في تبنّي الفنّان هوية بعينها، نوعٌ من التقييد لتجربته الفنية. ثم إن ميّاسة هي ممّن يحبون التجديد في الفن، وهذا ما قد يلاحظه المتابع للمعرض السنوي، إذ تختلف مشاركتها كل سنة عن سابقتها، وهي تعبّر عن مراحل الانتقال بين المدارس الفنية لمناقشة مواضيع مختلفة في كل مرة. فما يهمّها في العمل الفني إنما هو عنصر الدهشة، والبحث عن الجديد، وعدم التقيّد بنمطٍ معيّن في العمل، وهذا ما يكفل الحرية المطلقة في التعامل مع اللون والخامة المستخدمة في لوحاتها الفنية. وبحسب رأيها، فإنّ هوية الفنان حاضرة دائمًا في كل أعماله، وإن تعدّدت المدارس الفنية أو الخامات أو المواضيع.
المسيرة الفنية منذ البدايات
مع مرور الوقت، ومع ممارستها الرسم والتشكيل، بدأت ميّاسة تلاحظ الفرق الشاسع بين بداياتها والطور الذي بلغته. فقد حدث بالطبع تطور في أعمالها، وبدأ لقب “فنّانة تشكيلية” يوضع أمام اسمها، بعد أن كانت مجرّد هاوية. وأخذت أعمالها تُعرض في معارض كبيرة مع فنانين معروفين لهم وزنهم ومكانتهم في وسط الفن التشكيليّ البحريني، ما أكسبها ثقة ومسؤولية كبرى لتقديم أفضل ما يمكن. كما منحتها المشاركات الخارجية فرصة الاطلاع على تجارب فنانين من مختلف الدول والمدارس الفنية، منها مشاركتها في ملتقى الأقصر الدولي عام 2019 م، حيث تعرفت على عدد كبير من فناني العالم، وغير ذلك من المشاركات في الكويت، وسلطنة عمان، وقبرص، وقد دفعها كل ذلك إلى الاستمرار في تطوير مهارتها الفنية.
وممّا ساعدها أيضًا على خوض المجال الفنّي على نحو أعمق، دراستها الدكتوراه في فرنسا، بلد الفن والمتاحف والمعارض الفنية. وقد كانت تخصّص وقتًا لزيارة المعارض، والاطلاع على كل ما هو موجود في هذا المجال، وكانت بذلك تغذّي حواسّها، وتنمّي ذائقتها الفنية، ليتكوّن لديها مخزون يحفزها إلى ابتكار الأفضل. ثمة مقولة مفادها أنّ “الفن الجيّد يحفز إلى إبداع فنّ أفضل”. هذا إلى جانب أن الاطلاع على الفنّ الراقي يمكن أن يؤدّي إلى التعرّف على الأخطاء، وتكوين تراكمات بصريّة تُعين على الإبداع، وتعزّز إمكانية تقييم العمل الفني ومدى نجاحه، سواء كان ذلك التقييم ذاتيًّا أو من فعل الآخرين.
المشاركات الفنية والمعارض
في بداية مسيرتها الفنية، وخلال دراستها في جامعة البحرين، أقيم معرض فني لطلبة الجامعة من مختلف التخصّصات، وكان ذلك عام 2009 م، فشاركت فيه بخمسة أعمال. كانت لهذا المعرض رهبة البدايات، فلم تقف ميّاسة بجانب لوحاتها أيام العرض، بل وقفت عن بُعد تتأمل وتراقب زوّار المعرض وهم ينظرون إلى لوحاتها وتفاصيلها، ولا شكّ أن من بواعث سرورها وقتها أنّ لوحاتها جذبت البعض من جمهور المعرض، إلى درجة الرغبة في اقتنائها، رغم أنها ما كانت سوى محاولات أولى لمحاكاة الفن.
بعدها شاركت ميّاسة في معرض مشترك لأعضاء جمعية البحرين للفنون التشكيلية، وتعرفت أكثر على وسط الفنانين، ونمت داخلها رغبة شديدة للمشاركة في المعرض السنوي للفنون التشكيلية في البحرين، الذي يُقام في متحف البحرين الوطني، برعاية المغفور له بإذن اللّه الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيّب اللّه ثراه. وبالفعل قدّمت بعض الأعمال للمشاركة في المعرض للعام 2010 م، لكنها رُفضت جميعها. بيد أنّ الرفض لم يمنع الفنّانة الشابّة من المحاولة في العام الذي تلاه، وكذلك رُفضت أعمالها الفنية التي قدمتها للعام 2011 م. ولم يؤثر ذلك البتة على استمرارها في الرسم والفن التشكيليّ، حيث لم تُصَب بالإحباط كما قد يحدث للبعض، بل أشعل بداخلها رغبة شديدة في الارتقاء بمستوى الفن الذي تقدّمه، ليرقى إلى شروط العرض في متحف البحرين الوطنيّ، وهو ما كان يتطلب نفسيّة مرنة، وكانت ميّاسة مستمتعة بممارسة الفنّ التشكيلي بحدّ ذاته. بعد ذلك عاودت الفنّانة تقديم أعمالها للمشاركة في المعرض نفسه للمرة الثالثة في عام 2012م، فتم قبول عمل واحد. ومن ثمَّ توالت مشاركاتها الفعلية منذ ذلك الوقت في هذا المعرض المهمّ وإلى اليوم، إضافة إلى العديد من المعارض الفنية الأخرى داخل مملكة البحرين وخارجها.
كانت بعض المشاركات الفنية بمثابة تحدٍّ بالنسبة إلى ميّاسة. فمثلاً؛ كان يُطلب من كلّ واحد من المشاركين في كلّ “سمبوزيوم” تقديم عملَين فنيَّين اثنين، يتمّ إنجازهما خلال يومين أو ثلاثة فقط، كما حدث في سلطنة عمان، وفي الكويت، وفي ملتقى الأقصر بجمهورية مصر العربية، عندما كانت الفترة المحددة لإنجاز الأعمال المطلوبة أسبوعين اثنين فقط. لقد كان ذلك الأمر صعبًا نظرًا إلى محدودية الوقت، وكذلك للرسم المباشر أمام الجمهور الذي يُدلي بملاحظاته وتعليقاته التي من شأنها تشتيت انتباه الفنّان، أو قطع حبل أفكاره أحيانًا. إلا أنّ ميّاسة اعتادت لاحقًا على هذا النوع من المشاركات التي تُغني تجربة الفنان وتنمّيها. وفي يونيو 2019 م، كان أول معرض شخصي يقام لها على مستوى أوروبا، في العاصمة الفرنسية باريس، وكان ذلك احتفاء بأعمال الشاي التي قدمتها لأول مرة في متحف البحرين عام 2016م، ضمن العرض الأول لتجربة “الفن طعام”، كما صاحب معرض باريس تدشين كتاب “ميّاسة.. أساطير الشاي”، الذي تحدّث عن التجربة نقديًّا وفنّيًا. وفي يوليو من العام نفسه، شاركت ميّاسة مجموعة من الفنّانين العالميين في معرض مشترك في باريس أيضًا.
كما كانت لها تجربة أخرى مع فنّ الطباعة، وشاركت مع مجموعة من الفنّانات في معرض أقيم خلال عام 2019 م في صالة البارح الفنية، حيث عرضت تجربتها الأولى مع الفنّ بالطباعة، وستكون لها جولات أخرى قريبًا مع فنّ الطباعة. وفي العام 2020 م، وبالتحديد في شهر فبراير، أسهمت ميّاسة في التجربة الثانية لمعرض “خارج الخط 2″، مع الفنّان عمر الراشد والفنّانة الشيخة مروة آل خليفة، وذلك في جمعية البحرين للفن التشكيلي بعنوان “إلهام”. كان المعرض عبارة عن تحية إلى معالي الشيخ الشاعر عيسى بن راشد آل خليفة – طيّب اللّه ثراه – حيث أخذت أشعاره حيّزًا من اللوحات المعروضة، وقُدّم خلال المعرض ما يقرب من ثلاثة وعشرين عملا فنّيًا، تنوّعت ما بين اللوحات والمجسّمات الفنية التي كان من ضمنها (الكرة المربّعة)، التي اشتهر الشيخ عيسى – رحمه اللّه – بذكرها في تصريحاته الكروية.
خصوصية المعارض
تقول الفنّانة السويدي إنها ومن خلال مشاركاتها المختلفة – محليًا وخارجيًا – تلاحظ وجود اختلافات بين المعارض من حيث العرض أو نوعية المعروضات؛ فلكل معرض خصوصية تميّزه عن الآخر. وبالنسبة إليها، فإن معرض الفن التشكيليّ السنوي في البحرين يختلف عن سائر المعارض، إذ كان يقام تحت رعاية المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيّب الله ثراه مما كان يُعطيه زخمًا وتميّزًا خاصًا، كما أن من شأن مشاركة الشباب للفنانين الكبار أن تعود عليهم بالفائدة من حيث اكتساب الخبرات المتنوّعة.
الجوائز والتكريم
حصلت ميّاسة في البداية على الجائزة الأولى لفنانات البحرين من جاليري نادين عام 2013 م، وكان العمل الذي فاز يحمل فكرًا فلسفيًا بالأبيض والأسود وتدرّجاتهما. كما حصلت على جائزة لجنة التحكيم في أول مشاركة لها خارج البحرين، وكانت في دولة الكويت عام 2014 م، بمشاركة فنانين من الخليج. وقد كان لحضور الدكتورة سعاد الصباح وكلمتها حول المعرض عمومًا وحول لوحة ميّاسة السويدي خصوصًا، أثرٌ كبيرٌ في نفس الفنّانة، فقد مثّل ذلك الحدث فرحتها الأولى. وكان لذلك الفوز قيمة معنوية كبيرة، إذ عندما ينجح الفنّان خارج محيطه وبلاده، فمعنى ذلك أن عمله يستحق الفوز والتقدير. كان لتلك الجائزة طعم جميل، هو طعم النجاح. جائزة أخرى حصلت عليها الفنّانة، وتعُدّها مهمّة جدًّا في مسيرتها، هي “جائزة سوفرين الفنية” عام 2016 م بدبي، والجائزة تمنحها مؤسّسة غير ربحية، مقرّها في هونج كونج. ويتم ترشيح الأعمال الفنية من قِبَل جهة معينة، كهيئة الثقافة والآثار مثلاً، أو جمعية الفنّ التشكيلي. وقد رُشّحت ميّاسة مع حوالي عشرة من الفنّانين من بلاد مختلفة، وتم اختيار ثلاثة فنّاني البحرين، كانت هي من ضمنهم. ولقد كان حضور البحرين قوياً في ذلك المعرض، حيث تقدم إليه مائتا عمل، اختير منها ثلاثون عملاً لفنانين كان أحدها من أعمال ميّاسة.
وقد خُصصت للمناسبة جائزتان، واحدة للجنة التحكيم، والأخرى للتصويت من قبل الجمهور، وفازت ميّاسة بجائزة التصويت الأولى، وكان اسم العمل “همس الشاي”، وقد تم بيعه في مزاد كرسيتز، وكانت نسبة من عائد البيع موجّهة لصالح الأطفال اللاجئين. لقد سبق عرض هذا العمل الفني مع مجموعة كبيرة من اللوحات في متحف البحرين، ضمن مهرجان “الطعام ثقافة”، وبناءً على ذلك تم ترشيحه لذلك المعرض. واستخدمت الفنّانة في العمل المذكور أكياس الشاي، وألوان الشاي الأسود والأخضر.
الفنّ التشكيليّ في البحرين
ترى ميّاسة السويدي أنّ الحركة التشكيلية مزدهرة في مملكة البحرين، خصوصًا أنّ البحرين والكويت هما من أولى الدول الخليجية المهتمة بالفن التشكيليّ. فضلاً عمّا للمرأة البحرينية من حضور متميّز في الفن التشكيليّ، وفي المعارض الفنية، داخل البحرين وخارجها. وتقول: حبذا لو كانت هناك معارض تخصّصية، مع توفير قاعات وأماكن مناسبة لكلّ نوع فنيّ؛ بعضها للنحت، وأخرى للتصوير، وثالثة للرسم والتشكيل وهكذا، مع مشاركة الجميع في المعارض السنوية.
الفن والكتابة الأدبية
كانت بدايات ميّاسة في الكتابة الإبداعية من خلال مشاركة بعض الفنانين بنصوص أدبية. فقد شاركت ببعض النصوص مع مجموعة من الفنانات العربيات عام 2012 م، وشاركت أيضًا في معرض “إيماءات داخلية”، بنصوص حول روح اللون في 2012 م، وذلك في معرض “بصمة 1 للطباعة الفنية” الذي أقيم في جمعية البحرين للفن المعاصر. وفي عام 2013 م، شاركت الفنّان القطري علي حسن بنصوص مستوحاة من أعماله الفنية رافقت معرض (خيول الصحراء). ومع بداية عام 2018 م، نُشِرت لها مقالات مطوّلة، هي عبارة عن قراءات في كتب، وأخرى فلسفية، ضمن عدد من الملاحق العربية، منها ملحق “آفاق” لجريدة “الحياة”، والملحق الثقافي لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية.